رمضان شهر التغير
إن لم نتغير في رمضان فمتى نتغير ؟!
وان لم نصلح حالنا في رمضان فهل عساه ينصلح من بعده ؟!
فرمضان فرصة ذهبية لمن أراد أصلاح الأحوال ، فالكل به عيوب والجميع تحيط به الذنوب وفتن كقطع الليل المظلم قد أحاطت بالناس من كل جانب ، وحب الدنيا تغلغل في القلوب فأصابها بالوهن وأقعدها عن طلب المعالي ، والمتع والشهوات خطفت الأبصار وجذبت الأنظار نحو المتاع الفانى ووسط هذا الظلام الدامس والسواد الحالك يأتي رمضان كومضة من الضوء مباركة تضيء للناس طريقهم وتهديهم سبلهم وترشدهم إلى الصراط المستقيم وتخرجهم من الظلمات إلى النور والفائز السعيد من يستغل هذه الفرصة العظيمة لانتشال نفسه من طين المادية إلى أفاق السعادة الأبدية ومن ظلمات البحر اللجي إلى نور السماوات والأرض ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ولكن الأمر ليس باليسر إلا من يسره الله عليه ، فالعوائق كثيرة والموانع كبيرة والأعداء يتربصون بنا الدوائر والشياطين تركوا جندهم ليكملوا المسيرة مسيرة الضلال والإضلال والفساد والإفساد من فر منها نجا وسعد ومن وقع فيها شقي وفسد ، مابين المسلسلات والأفلام والسهرات والأمسيات والخيمة والشيشة الرمضانية لقد انقلبت الموازين وتبدلت المعايير فبدلا من أن يكون رمضان شهرا للصيام جعلناه شهرا للطعام وبدلا من أن يكون شهر القيام أصبح شهر التسالي والآثام ولكن دوام الحال من المحال ولن نترك المجال للعابثين والفاسدين يعيثون في الأرض الفساد ، بل ينبغي أن نأخذ على أيديهم ونكفهم عن بغيهم ، بداية من كشف مخططاتهم وفضح ألاعيبهم حتى لايفسدوا الشهر الكريم على العباد ، ثم بصرف الناس عنهم وتحذيرهم من الوقوع في شراكهم وشباكهم ، حتى إذا ما وجدوا أنفسهم وحدهم في المستنقع الذي صنعوه بأيديهم تجرعوا كأس المرارة وعضوا أناملهم من الغيظ وعندئذ نقول لهم موتوا بغيظكم ، فأما أن تتوبوا وترجعوا عما أنتم فيه وأما أن تنتظروا مصيركم وعاقبة أعمالكم ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون )