بلاد توجت علمها النافذ بكرم أهلها وجودهم إلى اليوم
مدينة مازونة مدينة عتيقة قديمة عريقة كانت قبلة للعلم والعلماء خرج منها محدثون وفقهاء ونحاة هي مدينة على ستة أميال من البحر وهي مدينة بين أجبل وهي أسفل خندق ولها أنهار ومزارع وبساتين وأسواق عامرة ومساكن مونقة ولسوقها يوم معلوم يجتمع إليه أصناف من البربر بضروب من الفواكه والألبان والسمن والعسل كثير بها وهي من أحسن البلاد صفة وأكثرها فواكه وخصباً، وهي اليوم تابعة لولاية مستغانم.
وأهلها معروف بالجود والكرم إلى يوم الناس هذا .
ومن علمائها :
حافي رأسه النحوي محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن عمر العلامة جمال الدين التلمساني الزناتي الكملاني المازوني، قال الشيخ أثير الدين: لقبه محيي الدين انتهى، النحوي المعروف بحافي رأسه، كان من أئمة العربية بالثغر وكان يحفظ الإيضاح لأبي علي ويقرئ بداره وحدث عن ابن رواج وقرأ عليه ابن المنير شيئاً من النحو، ولد بتلمسان سنة ست وست مائة بظاهر، سمع من أبي القسم الصفراوي وابن رواج وجماعة وتصدر للعربية زماناً، أخذ عنه تاج الدين الفاكهاني وطائفة وتخرج به خلق، وأخذ هو النحو عن أبي محمد عبد المنعم بن صالح التيمي تلميذ ابن بري وعن أبي زيد عبد الرحمن بن الزيات تلميذ محمد بن قاسم بن قنداس وابن قنداس من أصحاب الجزولي وأبي ذر الخشني وأخذ أيضاً عن نحوي الثغر عبد العزيز بن مخلوف الاسكندري الجراد، ولقب بحافي رأسه لحفرة كانت في دماغه وقيل كان في رأسه شيء يشبه ح ، وقيل لأنه كان في أول أمره مكشوف الرأس وقيل رآه رئيس في الثغر فأعطاه ثياباً جدداً لبدنه فقال: هذا لبدني ورأسي حافي، فأمر له بعمامة فلزمه ذلك، ومن شعره أنشدنيه من لفظه الشيخ أثير الدين:
ومعتقد أن الرياسة في الكبر فأصبح ممقوتاً بها وهو لا يدري
يجر ذيول الكبر طالب رفعة ألا فاعجبوا من طالب الرفع بالجر
وأنشدني له أيضاً:
يا منكراً من بخل أهل الثغر ما عرف الورى أنكرت مالا ينكر
أقصر فقد صحت نتانة أهله ومن الثغور كما علمت الأبخر
قال الشيخ أثير الدين: ولا أعلمه صنف شيئاً، قلت: وهو أحد النحاة الثلاثة المحمدين في عصر واحد هو في الاسكندرية وابن النحاس في مصر وابن مالك في دمشق وقد مر ذكرهما، ومن شعر الشيخ محيي الدين حافي رأسه:
ومعلمي الصبر الجميل بهجره فثنى فؤاداً عنه لم يك ينثني
لا بد من أجر لكل معلم وإلى السلو ثواب ما علمتني
وكتب إلى الأمير نور الدين على بن مسعود الصوابى:
شكوت إليك نور الدين حالي وحسبي أن أرى وجه الصواب
وكتبي بعتها ورهنت حتى بقيت من المجوس بلا كتاب .
من الوافي بالوفيات .
محمد بن عبد الملك بن عمر المازوني الزاهد كان مشهوراً بالصلاح صحب الكبار وتعبد وانقطع.الدرر الكامنة (2/25)
محمد بن عبد الله المازوني نزيل تلمسان. مات سنة ست وستين.الضوء اللامع (4/140) .
المازوني يحيى بن موسى أبي عمران بن عيسى بن يحيى، أبو زكريا المغيلي المازوني فقيه مالكي، من أهل " مازونة " من أعمال وهران.
ولي قضاءها، وتوفي بتلمسان.
له " الدرر المكنونة في نوازل مازونة مجلدان ضخمان في مكتبة الجزائر الوطنية (الرقم 1335) في فتاوى معاصريه من أهل تونس وبجاية والجزائر وتلمسان وغيرهم.
قيل: استمد منه الونشريسي في المعيار (1).الأعلام (8/175) .