تاريخ ندرومة
فان مدينة ندرومة استطاعت أن تحافظ على طرازها المعماري الاسلامي بالنسبة للأحياء السكانية القديمة
و أسلوب البناء للكثير من المنازل الفردية الحديثة و تقدم للباحثين مثالا واضحا للمدينة الاسلامية النموذجية حيث نجد الجامع الكبير بمئذنته الشامخة يتوسط الأحياء القديمة و بجواره الساحة العمومية الرئيسية”التربيعة” أين يلتقي بها المصلون و المواطنون على حسائر المقاهي أو حول الطاولات تحت ظل الأشجار أيام الجمعة و في أيام الأعياد و المناسبات الدينية و كذلك في أوقات المساء و العطل و نجد قرب المسجد الكبير الحمام البالي أو القديم بنفس الساحة التي تنطلق منها الأزقة و الشوارع الضيقة المؤدية الى مختلف الأحياء الشعبية المحيطة بها و الى الأسواق و المحلات التجارية المنتشرة بها هذا و قد شيد المسجد الكبير لمدينة ندرومة سنة 1081-م من طرف يوسف بن تاشفين في عهد المرابطين و يعد من أقدم مساجد الجزائر الى جانب مسجد تلمسان في عام1082 م- و المسجد الكبير لمدينة الجزائر العاصمة ستة1096م و أما مئذنة الجامع الكبير لمدينة ندرومة فقد تم بناؤها في عهد الموحدين سنة1348م هناك أيضا العديد من من المساجد القديمة التي بنيت في نفس الفترة.. مثل مسجد القدارين بحي بني زيد و الذي تم تشييده أثناء الدولة الموحدية و مقام سيدي بو علي و مسجد سيدي منديل و مسجد سيدي سياج الأندلسي و مسجد سيدي سعيداني بحي بني عفان و مقام سيدي البجاوي و هذا بالاضافة الى قصر السلطان الموحدي و يذكرنا تاريخ ندرومة المجيد على وجه الخصوص بقائد الدولة الموحدية عبد المومن بن علي الكومي الذي انطلق من هذه المدينة العريقة بفكر اصلاحي متجدد لمقاومة الفساد و الظلم في مجتمعات منطقة المغرب العربي و هذا بعد لقائه و تاثره بالعالم و الفقيه الكبير المهدي بن تومرت الذي بدا الدعوة الاصلاحية ناصحا الناس الى التوحيد الخالص فاطلق على أنصاره اسم “الموحدون” و قامت الدولة الموحدية بقيادة عبد المومن بن علي و رفع شعار “الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر”فقضى على دولة المرابطين و دخل مدينة مراكش عام 1147م ثم طرد الصقيليين من سواحل المغرب العربي و أنهى حكم بني زيري و بني حماد و استعاد مدينة اشبيليا و بسط سلطته على الأندلس حكم عبد المومن بن علي مدة 34 سنة و عرف عصره حركة اصلاحية اجتماعية و أخلاقية هامة و وحد المغرب العربي تحت الدولة الموحدية من تونس الى الأندلس و جنوب فرنسا و على ذكر الشخصيات التاريخية البارزة لا بد من الاشارة الى قٌائد آخر نشأ و ترعرع بمنطقة غير بعيدة عن ندرومة قرب وادي تافنة الا و هو القائد البحري الكبير طارق بن زياد الذي فتح الأندلس سنة 711م و صاحب المقولة الشهيرة.. “أيها الناس.. أين المفر؟ البحر من ورائكم و العدو أمامكم.. و ليس لكم و الله الا الصدق و الصبر..” و من الشخصيات المعاصرة العديدة التي خرجت من رحم مدينة ندرومة نذكر على الخصوص الدكتور الياس آدم الزرهوني-52سنة-المدير الحالي لمعهد الصحة القومي للولايات المتحدة الأمريكية و الموجود بولاية مريلاند و هذا العالم الكبير الذي ولد بندرومة و درس بالجزائر قبل أن يهاجر الى أمريكا يعد حاليا من أبرز الكفاءات العلمية في ميدان تخصصاته و هو يرأس مؤسسة ميزانيتها27مليار دولار و هي تفوق مرتين ميزانية الدولة الجزائرية في كل المجالات هناك كفاءات و شخصيات أخرى كثيرة نبعت من مدينة ندرومة في ميادين الفن و الثقافة و المعرفة و الطب و الهندسة و التربية و التعليم و السياسة و الشعر و الموسيقى و الحرف و الصناعات المختلفة و من جهة أخرى فان ندرومة و المناطق المجاورة لها عرفت خلال الثورة التحريرية نضالات و تضحيات كبيرة نذكر على وجه الخصوص معركة “فلاوسن” الشهيرة[center]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]